والشمس ناشرة الذوائب ثاكل |
|
والدهر مشقوق الرداء مقنع (١) |
لهفي على تلك الدماء تراق في |
|
ايدي أمية عنوة وتضيع (٢) |
بأبي أبو العباس أحمد إنه |
|
خير الورى من أن يطل ويمنع (٣) |
فهو الولي لثارها وهو الحمول |
|
لعبئها إذ كل عود يضلع |
الدهر طوع والشبيبة غضة |
|
والسيف عضب والفؤاد مشيع (٤) |
__________________
١ ـ جعل الشمس كالمرأة الحزينة التي قد نشرت شعرها والدهر قد شق رداءه تشبيها بفعل الناس في المصاب العظام واما جعل الدهر مقنعا فيحتمل ان يكون اسم فاعل بكسر النون يريد ان الذكر ذليل مطرق متحير واصل ذلك من قنع الطاير إذا رد رقبته إلى رأسه ، ومنه قوله تعالى « مهطعين مقنعي رؤوسهم » ويحتمل ان يكون مقنع اسم مفعول بفتح النون ، والمعنى ان الدهر شق رداءه تقنع به كما جرت عادة الثاكلين وذلك استعارة.
٢ ـ يقال لهف على الشيء لهفا إذا حزن وتحسر وتراق وتسال وعنوة قهرا ولهفي مبتدأ والجار والمجرور بعده في موضع الخبر وتراق حال من الدماء.
٣ ـ طل الدم إذا هدر ولم يطالب به والعبء الثقل. والعود الجمل المسن. ويضلع يعرج يقول ان ابا العباس هو المتولي لثار هذا الدماء والحامل لاثقالها إذ كل قوي من الناس يضعف عن ذلك وكنى بالعود عن القوي وبالضلع عن العجز والضعف ويحتمل ان يكون الولي هنا بمنزلة الاولى.
٤ ـ ذكر اسباب القدرة من الشبيبة لانها مظنة قوة العزم وثوران الحمية ومن كون السيف قاطعا لان به يدرك الثار ومن كون الفؤاد مشيعا والمشيع الشجاع كأن الشجاعة تشيعه أي تصحبه.