نشوان من خمر الصبا لا يسمع |
|
الشكوى ويصغي للوشاة فيقبل (١) |
متلون متغير متعتب |
|
متعنت متمنع متدلل |
إن قلت مت من الصبابد قال لي |
|
ظلما وأي صبابة لا تقتل |
أو قلت قد طال العذاب يقول لي |
|
ما سوف تلقى من عذابك اطول |
قسما بترب نعاله فمحا جري |
|
أبدا بغير غباره لا تكحل |
وصعيد بين حله فركائبي |
|
تسعى به دون البيوت وترمل (٢) |
لاخالفن عواذلي لو أنه |
|
مما يظل على هواه ويعدل (٣) |
ولاهتكن على الهوى ستر الحيا |
|
إن الفضيحة في المحبة اجمل |
يصفر وجهي حين أنظر وجهه |
|
خوفا فيدركه الحياء فيخجل |
فكأنما بخدوده من حمرة |
|
ظلت إليها من دمي تتحول (٤) |
__________________
١ ـ استعار للصبا لفظ الخمر لان الصبا لا يحمل الهموم ولا يفكر في العواقب غالبا ويصغي يميل سمعه ، والنشوان السكران ، والوشاة جمع واش وهو النمام.
٢ ـ الصعيد التراب والركائب جمع ركوبة وهي ما يركب جعل بيت محبوبه هو الذي يسعى به ويرمل دون الصفا والمروة وهذا على طريق المبالغة والرمل السرعة في المشي وهو الهرولة بين الصفا والمروة.
٣ ـ أي لا خالفن كل من يعذلني فيه ولو كان هو الذي يعذلني على نفسه لخالفته وهو أعز الناس علي فكيف أطيع غيره.
٤ ـ الحمرة تحدث من الحياء والصفرة من الخوف فقال اني إذا قابلت وجه المحبوب اصفر وجهي من الخوف واحمر وجهه من الحياء خجلا مني فكأن دمي الذي ذهب من وجهي بالخوف انتقل إلى وجهه بالخجل وهذا المعنى من أملح المعاني.