الحسين. فقال : اني قد مدحتك بما أرجو ان يكون لي وسيلة عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم أنشده قصيدته : من لقلب متيم مستهام. فلما أتى على آخرها قال له ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فان الله لا يعجز عن مكافأتك وأراد أن يحسن إليه فقال له ان أردت أن تحسن إلي فادفع إلي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها فنزع ثيابه ودفعها إليه ثم قال : اللهم ان الكميت جاد في آل رسول الله وذرية نبيك بنفسه حين ظن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأحيه وأمته شهيدا وأره الجزاء عاجلا فانا قد عجزنا عن مكافأته. قال : الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه.
وفاته رحمه الله تعالى :
وتوفى في خلافة مروان بن محمد سنة ست وعشرين ومائة وكان السبب في موته أنه مدح يوسف بن عمر بعد عزل خالد القسري عن العراق. فلما دخل عليه أنشده مديحه معرضا بخالد وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد فوضعوا سيوفهم في بطنه. وقالوا : أتنشد الامير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم منه حتى مات. وكان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومائتين وتسعة وثمانين بيتا. وروى عن المستهل ابن الكميت انه قال : حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ثم أفاق ففتح عينيه ، ثم قال : اللهم آل محمد. اللهم آل محمد. اللهم آل محمد. ثلاثا رحمه الله تعالى.