كأن المطافيل المواليه وسطه |
|
يجاوبهن الخيزران المثقب (١) |
يكالئ من ظلماء ديجور حندس |
|
إذا سار فيها غيهب حل غيهب (٢) |
فباكره والشمس لم يبد قرنها |
|
بأخدانه المستولغات المكلب (٣) |
مجازيع في فقر مساريف في غني |
|
سوابح تطفو تارة ثم ترسب (٤) |
فكان ادراكا واعتراكا كأنه |
|
على دبر يحميه غيران موأب (٥) |
__________________
١ ـ المطافيل الابل التي معها اولادها جمع مطفل والمواليه جمع ميلاه وهي التي من عادتها ان يشتد وجدها على ولدها. صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها يقال امرأة والهة وولهى وميلاه من الوله وهو الحزن. وقوله : وسطه اي وسط المطر. والخيزران نبات لين القضبان والمثقب المجوف : يقول : صوت الرعد وسط المطر كأنه حنين الابل وضجيجها كأنه اصوات المزامير.
٢ ـ يكالئ يراقب. والديجور الظلمة. والحندس شدة الظلام. والغيهب شدة سواد الليل.
٣ ـ يقول : باكره أي المكلب قبل طلوع الشمس بأخدانه وهي الكلاب الضارية والمكلب : هو الذى يعلم الكلاب اخذ الصيد. والاخدان جمع خدن القرين. والمستولغات الكلاب التي تلغ في الدماء.
٤ ـ مجازيع أي تجزع عند شدة الفقر. ومساريف أي تسرف في الطعام من غير تدبير عند كثرة الخير. وسوابح من السبح وهو الجرى. يقال : فرس سابح أي يسبح بيديه في سيره. وتطفو أي ترتفع كأنها لا تعدو على الارض ، وترسب تثبت.
٥ ـ وادراكا : أي يدرك بعضها بعضا ، والاعتراك الازدحام واعتراك الرجال في الحروب ازدحامهم وعرك بعضهم بعضا. ودبر يحميه : اي يحمي دبر القوم يعني أدبارهم واعقابهم. وغير ان من الغيرة. وموأب اي غضبان منقبض من الوأب وهو الاستحياء.