وإني على أني أرى في تقية |
|
أخالط أقواما لقوم لمزيل (١) |
وإني على إغضاء عيني لمطرق |
|
وصبري على الاقذاء وهي تجلجل (٢) |
وإن قيل لم أحفل وليس مباليا |
|
لمحتمل ضبا أبالي وأحفل (٣) |
* * *
فدو نكموها يال أحمد إنها |
|
مقللة لم يأل فيها المقلل (٤) |
مهذبة غراء في غب قولها |
|
غداة غد تفسير ما قال مجمل (٥) |
__________________
١ ـ مزيل أي مزايل مفارق لهم ومبتعد عنهم وعن آرائهم وفي حذر وتقية منهم على أني مخالط لهم في مجالسهم.
٢ ـ الاقذاء جمع قذى وهو ما يقع في العين وما ترمي به يقال فلان بغضي على القذى إذا سكت على الذل والضيم وفساد القلب. وفي الحديث : يبصر احدكم القذى في عين أخيه ويعمى عن الجذع في عينه ، ضربه مثلا لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع للقذاة. ومطرق أي صامت : وهي تجلجل : أي العين تتحرك. يقول إني صابر على الضيم واجم لا أتكلم وعيني تكاد من الغم تنطق بما في نفسي.
٣ ـ الضب الحقد وقوله : لمحتمل خبر أن في البيت قبله يقول : احتمل الحقد والضغينة لهم وإن كنت أظهر المودة بلساني.
٤ ـ دونكموها : يعني القصيد مقللة : أي أنها ترى قليلة بالنسبة لكم وإن كان لم يأل جهدا في تنميقها وإبداعها.
٥ ـ مهذبة أي لا عيب فيها وغراء أي واضحة نقية ، وقوله : تفسير ما قال مجمل يقول : إني أجملت فيها القول.