فللخطب عنها والصروف صوارف |
|
كما كان عنها للنواكب تنكيب (١) |
تقاصر عنها الحادثات فللردى |
|
طرائق إلا نحوها واساليب (٢) |
فلما أراد الله فض ختامها |
|
وكل عزيز غالب الله مغلوب (٣) |
رماها بجيش يملا الارض فوقه |
|
رواق من النصر الالهي مضروب (٤) |
يسدده هدي من الله واضح |
|
ويرشده نور من الله محجوب (٥) |
__________________
١ ـ الفاء للتعليل اي السبب فيما ذكر من عدم ظفر احد بتلك الحصون ان لها موانع عن الخطوب والصروف لاستحكامها يقول للخطب عنها وصروف الزمان وهي حوادثه ونوائبه صوارف اي موانع كما كان تنكيب عنها اي عدول للنواكب هي جمع ناكبة اي عادلة عن الاستقامة.
٢ ـ تقاصر اصلها تتقاصر فحذف احدى التائين تخفيفا واساليب جمع اسلوب وهو الفن أخذ في اساليب من القول اي فنون ، والمعنى ظاهر.
٣ ـ لما إذا وليها الماضي كانت ظرفا لهذا الموضع بمعنى حين وعامله جوابه الذي يقتضيه وإذا وليها المستقبل كانت حرف جزم وهي نفي فعل وتكون بمعنى الا في قوله تعالى « ان كل نفس لما عليها حافظ » في قراءة من شدد وكذا قولهم نشدتك الله لما فعلت اي الا فعلت ، قال الخليل هذا كلام محمول على النفي ، وذكر ابو علي أن تقدير قولهم الا فعلت اي الا فعلك ومعناه الا ان تفعل فحذفت ان. والفض الكسر وفض ختامها كناية عن هدم بنيانها وفتح مغالقها.
٤ ـ الرواق في الاصل شقة طنب البيت واستعارة للنصر لاحاطته بهذا الجيش وتظليله اياه كما يظلل الرواق عن تحته ورماه جواب لما.
٥ ـ الهدي : الطريق الذي يهدي به أو فيه يقال لفلان هدي اي سمت يهتدي به ويسدده يثبته وقوله نور من الله يريد معارف اهل الايمان المضيئة في قلوبهم من عناية الله وتلك محجوبة عن الابصار.