وكم كسرت جيشا لكسرى وقصرت |
|
يدي قيصر تلك القنان الشناخيب (١) |
وكم من عميد بات وهو عميدها |
|
ومن حرب اضحى بها وهو محروب (٢) |
وارعن موار ألم بمورها |
|
فلم يغن فيها جر مجر وتكتيب (٣) |
ولا حام خوفا للعدى ذلك الحمى |
|
ولالاب شوقا للردى ذلك اللوب (٤) |
__________________
١ ـ كسرى بفتح الكاف وكسرها ملك الفرس وقيصر ملك الروم. والقنان جمع قنة وهي اعلى الجبل والشناخيب جمع شنخوب وشنخوبة وهي رؤوس الجبال شبه الحصون بالجبال والمعنى ظاهر.
٢ ـ عميد القوم وعمودهم سيدهم والعميد الثاني الذي هده المرض وهو العمود ايضا. والحرب بكسر الراء الذي اشتد غضبه المحروب المسلوب يقال حرب الرجل ماله فهو محروب وحريب يقول كم من سيد رام فتح هذه الحصون فقهرته وامرضته وكم من شجاع قد اشتد غضبه حنقا وحمية فاضحي مسلوب المال وذلك لما فيها من المنعة والقوة.
٣ ـ الارعن الجيش ، مشتق من الرعن وهو انف الجبل المتقدم ويجمع على رعون ورعان وقيل الجيش الارعن هو المضطرب لكثرته والموار المضطرب يقال مار الشيء يمور مورا إذا تحرك وذهب وجاء. والم نزل ، والالمام النزول والمور الطريق هنا وبضم الميم الغبار. ويغن وينفع والمجر الجيش الكثير وجره ثقل سيره يقال جيش جرار اي ثقيل السير لكثرته. والتكتيب تعبية الجيش كتيبة كتيبة يقول كم جيش هذه صفته نزل بهذه الحصون فلم تغن فيها كثرته ولا اثرت بها سطوته.
٤ ـ حام الطائر وغيره حول الماء يحوم حوما وحومانا اي دار ولاب عطش واللوب واللاب جمع لوبة ولابة وهي الحرة اي الارض التي بها حجار سوداء ، والمعنى انها لم تضطرب حماها لاجل خوف الردى ولا عطشت ارضها لا نجذابها إلى الهلاك بل هي آمنة ساكنة ، واصل الشوق منازعة النفس والنجذابها إلى الشيء ذلك اللوب للانجذاب إلى الهلاك والاشراف عليه ، والغالب على المشرف على الهلاك أن يتعطش فلذا نفاه كناية عن نفي الهلاك.