حصون حصان الفرج حيث تبرجت |
|
وما كل ممتط الجزارة مركوب (١) |
يناط عليها للنجوم قلائد |
|
ويسفل عنها للغمام أهاضيب (٢) |
وتنهل للجرباء فيها ولم تصيب |
|
رذاذا على شم الجبال أساكيب (٣) |
__________________
١ ـ حصون خبر مبتدأ محذوف اي هي الحصون والحصان المرأة العفيفة. والفرج الموضع المخوف كالثغر والتبرج اظهار المرأة محاسنها وهو ضد الحصانة. والممتط والممتد والجزارة اطراف البعير لان الجزار يأخذها فهي جزارته كالعمالة للعامل والجزور من الابل يقع على الذكر والانثى واستعار وصف المرأة للحصون في الحصانة والتبرج يريد ان هذه الحصون مع ظهورها ممتنعة على من يروم فتحها وضرب لها المثل فقال ليس كلما يمشي على الاربع يمكن ركوبها فان السبع ممتد القوائم وهو ممتنع ولقد اجاد في هذا البيت ان لم يكن سبق إلى معناه.
٢ ـ يناط يعلق يقال ناط الشيء ينوطه إذا علقه والنياط عرق علق بها القلب من الوتين فإذا انقطع مات صاحبه وهو النيط ايضا. والاهاضيب جمع هضاب والهضاب جمع هضب : جلباب القطر والهضبة القطرة هضبت السماء مطرت وجمعها هضب مثل بدرة وبدر يقول ان هذه الحصون لارتفاعها قد لا صقت السماء حتى كأن النجوم عليها قلائد وكأن جلباب المطر مستقلة عنها وذلك على سبيل المبالغة وهو بيت نادر.
٣ ـ تنهل تنصب. الجرباء السماء سميت بذلك لما فيها من الكواكب كأنها جرب وقد اسند اساكيب إليها وتلك لا غيث لها وانها الغيث للسحاب ويسمى سماء لارتفاعه وتصب تمطر ، والصوب نزول الغيث والصيب السحاب ذو الصوب. والرذاذ ضعيف المطر وشم الجبال المرتفعة منها جنع اشم واضاف الصفة إلى الموصوف اهتماما بها والتقدير الجبال الشم. والاساكيب جمع اسكوب هو الماء المنصب يقول ان هذه الحصون اعلى من الجبال فقوي المطر يصل إليها قبل ان يصل ضعيفه إلى رؤس الجبال والضعيف انما يكون قبل القوي في الاغلب وقد جعل الحصون في البيت الاول ارفع من الغيث وفي هذا جعله ارفع منها وليس ذلك عيبا لان من عادة الشعراء انهم يجمعون في الصفات بين الارجح والانقص وليس قصدهم الترتيب في التقديم والتأخير بل الجمع بين الصفات والتنوع في التشبه.