خض الحتف تأمن خطة الخف إنما |
|
يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب (١) |
ألم تخبر الاخبار في فتح خيبر |
|
ففيها لذي اللب الملب أعاجيب (٢) |
وفوز علي بالعلى فوزها به |
|
فكل إلى كل مضاف ومنسوب (٣) |
__________________
١ ـ خض امر من خاض يخوض خوضا بالمعجمتين ، الحتف الموت وجمعه حتوف يقال مات فلان حتف انفه إذا مات من غير قتل ولا ضرب ولا يبنى منه فعل وخطة السخف حالة الذل يقال سامه خسفا بفتح الخاء وضمها اي اذله ذلا ، والخسف ايضا النقصان. ويبوخ يسكن والخطب الامر الشديد ، وقال الجوهرى الخطب سبب الامر وضرامه التهابه. والمشبوب الملتهب واستعار لفظ الخوض للدخول في غمار الخطب يقول لا يهولنك ما تراه من اضطرام نيران الملاحم فارم بنفسك في اهوالها فانها انما تسكن وهي على تلك الحالة مع ثبوت النفس ورباطة الجأش.
٢ ـ الهمزة للتقدير واللب العقل والملب المقيم الثابت يقال الب بالمكان ولب إذا أقام ومنه لبيك قال الغزالي انا مقيم على طاعتك ، ونصب على المصدر كقولك حمدالله وشكر الله وثني على معنى التاكير اي البابا بعد الباب واقامة بعد اقامة. والاعاجيب جمع اعجوبة ولما ذكرن المجد لا يدرك الا بتجشم الاخطار وتقحم المهالك خرج إلى مدح مولانا امير المؤمنين عليهالسلام بذكر هذا المدح الجليل الذي لم يحصل الا بمثل ما قرره ووطاه ولهذا حيث فر غيره في ذلك اليوم وحين لم يفز بما فاز به ولا ادرك ما ادركه من الفضل.
٣ ـ الفوز : النجاة والظفر بالخير وهو ايضا في غير هذا الموضع الهلاك واضافة الفوز إلى العلا مجاز المعنى اي كما ظفر علي بالعلى فازت العلى به بالغ في شرفه حتى ان حصول العلى له فوز للعلى وشرف لها وفيه من اللطف ما لا يخفى.