حنانيك فاز العرب منك بسؤدد |
|
تقاصر عنه الفرس والروم والنوب (١) |
فما ماس موسى في رداء من العلى |
|
ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب (٢) |
أرى لك مجدا ليس يجلب حمده |
|
بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب (٣) |
__________________
واستعار لعلي عليهالسلام وكذا لمرحب لفظي الدهر والعضب لكونهما قاتلين قاطعين فاخرج الكلام مخرج التعجب لان الدهر من شانه ان يكون قاتلا لا مقتولا والسيف يكون قاطعا لا مقطوعا فعلي عليهالسلام هو الدهر القاتل والسيف الكاسر ومرحب هو المقتول والمكسور.
١ ـ حنانيك اي رحمة بعد رحمة والحنان الرحمة ونصبه نصب المصدر ولفظه لفظ التثنية والمراد به التكثير لا التثنية الحقيقية وفوز العرب بسؤدد امير المؤمنين لكونه منهم فشرفوا به فالعرب منهم اولاد سام بن نوح والروم النوبة اولاد حام بن نوح عليهالسلام وسام وحام ويافث آباء الناس اجمعين فعلي عليهالسلام افضل الناس كلهم بعد النبي صلىاللهعليهوآله
٢ ـ ماس إذا تبختر في مشيه وفي هذا البيت تصريح بتفضيله عليهالسلام على الانبياء والمعنى ان موسى عليهالسلام لم يشتمل على علاء كامل بل علاك اكمل ولم يرجع ايوب بذكر ما آبه بل ذكرك آبه ، وآب إذا رجع وخص موسى بشجاعته وايوب بصبره.
٣ ـ اراد ان مجده عليهالسلام لا يستجلب له الحمد بالمدح والثناء كما جرت العادة وذلك لزيادة كماله وغنائه عن غير الله تعالى ورسوله وايضا لعدم حبه الاطراء والمدح ولقصور ذلك عن جليل قدره وشريف منزلته هذا مع ان الحمد انما يستجلب لغيره بالثناء والمدح وذلك لانحطاطه عن الاوصاف العالية وقد ذكر ابن ابي الحديد في شرحه ان الحمد والمدح يترادفان لا فرق بينهما فعلى قوله كيف يكون الشيء مستجلبا لنفسه ويمكن ان يراد بالحمد والشكر الخاص الذي لا يؤدي حق حمده ونعمته بالثناء والمدح حسب العوائد.