٥٣
وكان من دعائه عليه السلام في التذلل لله عز وجل
رَبِّ أَفْحَمَتْنِيْ ذُنُوبِي ، وَانْقَطَعَتْ مَقَالَتِي ، فَلاَ حُجَّةَ لِي فَأَنَا الأَسِيـرُ ، بِبَلِيَّتِي ، الْمُـرْتَهَنُ بِعَمَلِي ، الْمُتَرَدِّدُ فِي خَطِيئَتِي ، الْمُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي، الْمُنْقَطَعُ بِي ، (١) قَدْ أَوْقَفْتُ نَفْسِي مَوْقِفَ الأَذِلاَّءِ الْمُذْنِبِينَ ، مَوْقِفَ الأَشْقِيآءِ الْمُتَجَرِّينَ عَلَيْكَ ، الْمُسْتَخِفِّينَ بِوَعْدِكَ ، سُبْحَانَكَ ، أَيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْكَ ، وَأَيَّ تَغْرِير غَرَّرْتُ بِنَفْسِي ، مَوْلاَيَ ، إرْحَمْ كَبْوَتِيْ لِحُرِّ وَجْهِي وَزَلَّةَ قَدَمِي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي ، وَبِإحْسَانِكَ عَلَى إسَآءَتِي ، فَأَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبِي ، الْمُعْتَرِفُ بِخَطِيئَتِي ، وَهَذِهِ يَدِيْ وَنَاصِيَتِي ، أَسْتَكِينُ بِالْقَـوْدِ مِنْ نَفْسِي ، إرْحَمْ شَيْبَتِي ، وَنَفَادَ أَيَّامِي ، وَاقْتِرَابَ أَجَلِي وَضَعْفِي وَمَسْكَنَتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، مَوْلاَيَ وَارْحَمْنِي إذَا انْقَطَعَ مِنَ الدُّنْيَا أَثَرِي ، وَامَّحى مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ذِكْرِي ، وَكُنْتُ فِي الْمَنْسِيِّينَ ، كَمَنْ قَدْ نُسِيَ ، مَوْلاَيَ وَارْحَمْنِي عِنْدَ تَغَيُّرِ صُورَتِي ، وَحَالِي إذَا بَلِيَ جِسْمِي ، وَتَفَرَّقَتْ أَعْضَائِي ، وَتَقَطَّعَتْ