المقدّمة الثانية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
نذكر في هذه المقدّمة عدة مطالب :
الأوّل : الآيات القرآنية والسنن النبوية صلى الله عليه وآله يدعو جميع البشر إلى الدعاء والإستمداد من الله تعالى والله تعالى هو مالك الملك يعطي الملك من يشاء ويزّ من يشاء ويذلّ من يشاء بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير ، ولا بدّ لنا من تعلّم كيفيّة الدعاء والمناجات مع الله تبارك وتعالى ، وذلك من خواصّ طريق الأولياء ، والمسلّم أنّا لا نعلم كيفيّة الدعاء والمناجاة ، إلّا ما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام الممحّضين في طريق العبوديّة ، وهم الاُسوة في ذلك ، ولا بدّ لنا أنّ نتعلّم منهم كيفيّة الدعاء والمناجاة ، كما لا بدّ لنا أن نتعلّم منهم التوحيد والمعارف الحقّة ، وذلك أنّهم عليهم السلام متابعون للقوانين الإلهيّة وهم الهداة المهديّون لهذه الاُمّة ، فهم يهدون هذه الاُمّة إلى كيفية الطلب والدعاء وطريق المناجاة ، وهم عليهم السلام مصاديق (مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) و (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فهم يهدون البشر إلى مسير الحقّ ، ولا بدّ لنا في جميع أطواع الحياة من هاد لنا ، ونأخذ عنهم جميع معالم الدين والهداية من الدعاء ومراحل السير والسلوك لا عن غيرهم ، وعلى هذا فأدعية رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام سيّما الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والإمام زين العابدين عليه السلام تكون للموحّدين اسوة وملجأ إلهي وحصن حصين ربّانيّ ، فالموحّدون بقراءتهم هذه الأدعية والمناجات وفهمها يسلكون مراتب العبوديّة ويصلون