٤٥
وكان من دعائه عليه السلام في وداع شهر رمضان
أللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ ، وَلاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَآءِ ، وَيَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّواءِ ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ ، وَعُقُوبَتُكَ عَـدْلٌ ، وَقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ ، إنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَآءَكَ بِمَنٍّ ، وَإنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً ، تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ ، وَتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ ، وَأَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ ، وَتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ ، وَكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَالْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ ، وَأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ ، وَتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالحِلْمِ ، وَأمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأناتِكَ إلى الإنَابَةِ ، وَتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ ، وَلا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ ، إلاَّ عَنْ طُولِ الإِعْذَارِ إلَيْهِ ، وَبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيْمُ ، وَعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ ، أَنْتَ