ويُخرج ما فى جوفها ، وتُغسل غُسلا جيّدا بالماء والملح ثمّ تُطبخ على الفحم بماء العين مع شىء يسير من الملح لمنعِهِ اللّحم من التَّعَفّن والفَساد ، ويكون ذلك فى قِدْر فَخّارِ جديد لما فيه من مَصّ الزُّهومة والكيفيّة ، والرّذمة (٤٠) الباقية.
ثمّ يؤخذ لحمها ويُلقَى فى صَلاية ويُفَتّ جيّدا ويُرَشّ عليه من المرَق. وإنّما يُهْرَس لتعود إلى اللّحم قوّته التى فارقته أثناء الطَّبخ. ثمّ يُقَرّص أقراصا صِغارا دِقاقا رِقاقا مُستديرة بدُهن البلّسان ، ثمّ يُجَفّف فى الظّلّ ويُحفظ لوقت الحاجة. وإنْ أُريد ادِّخارُها وُضِعَت فى العَسَل والزَّيت لحفظه لها حفظا جيّدا.
صفة أقراص الأندرجوردن (٤١) :
يُؤخذ من المَرّ الأحمر اثنا عشر مثقالا ، ومن الإذْخِر والسَّليجة والدّارجينى ، من كل واحد عشرة مثاقيل ، ومن السُّنْبل الهندىّ ، والسّادج الهندىّ ، من كلّ واحد منهما ثمانية مثاقيل ، ومن الزَّعْفَران ستّة مثاقيل ، والقسط المرّ والبلّسان والأسارون والمصطكى والأقحوان الأبيض ، من كلّ واحد ثلاثة مثاقيل.
يُدقّ كلّ مُفْرَد على حِدَة ، ويُنْخَل ويُوْزَن ويُعْجَن الجميع بشراب رَيحانىّ ويُقرص ويُجَفّف ويُرفع لوقت الحاجة.
وللتّرياق مراحل مثل الرّجُل ، فله الطّفولة والتّرعرع والشّباب والشيخوخة والموت. فيَصير طفلا بعد ستّة أشهر ، أو بعد سنة ، ثمّ يأخذ فى التّرعرع والتّزيّد الى أن يقف يعد عشر سنين فى البُلدان الحارّة وعشرين سنة فى البُلدان الباردة ، ثمّ يقف الى عشر سنين أو عشرين سنة ، ثمّ يَنْحَطّ إمّا بعد إربعين سنة أو بعد ستّين سنة ، ثمّ يصير كأحد المعجونات المنحطّة عن درجة التّرياق.
ويجب أن يُسقى الملسوع من طَرِيِّة وقَوِيِّة من نصف مثقال الى مثقال. وقال حُنين بن إسحاق : التّرياق طفل الى ستّة أشهر ، ثمّ يترعرع (٤٢) الى عشر سنين فى البلاد الحارّة وعشرين فى غيرها ؛ ثمّ يقف عشرا فيها أو