بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
اللهمّ ، كَلَّ لساني عن حمدك ، واستَوْجَبَتْ نفسي العقوبةَ على ما فَرَّطْتُ في حقّك.
اللهمّ ، بك أستغيثُ من الضَّلال والشَّطَط ، وأسألك العفو عن الزَّلَل والسَّقَط ، وأدعوك بما دعاك به بعضُ المُصلَحين من عبادك ، إذ لجأ إلى حمدك مستجيبا ، ودعاك برحمتك مستنيبا ، فقال :
الحمد لله الذي ابتدع بقدرته الخلقَ ابتداعا ، واخترعهم على مشيئته اختراعا ، وجعل لكلّ رُوح منهم قُوتا معلوما ، ورزقا مقسوما ، فأجرى عليه طيّبات العافية ، وهَنِيّات الرّزق ، واختار له محاسن الخلق ، وجعل له الفضيلة بتسخير ما في الأرض لخدمته ، وركّب فيه آلات البسط ، وجعل له أدوات القبض ، ومتَّعه بأرواح الحياة ، وأثبت فيه جوارح الأعمال ، وعلّمه حفظ الصّحّة المَرهونة بالآجال ، وأغناه بكرمه ، وأقناه بمنّه ، ليبتغي من فضله ، ويتسبّب الى رزقه ، ويسرح في أرضه ، طلبا لما فيه نَيلُ الحلال العاجل من دنياه ، ودَرْك الثّواب الآجل في أُخراه. فلم يَزَل يتصرّف فيه من سلامة البدن ، في وقت الصّحّة التي هنَأه فيها طيّبات رزقه ، وبما أحدث به من علّة في جسده ، يُمَحِّصُه بها تخفيفا لما ثقل على ظهره من الخطيئات ، وتطهيرا لما