باستعمال الأدهان المرطِّبة ، وشرب الأمراق (١٤) الدَّسمة.
وتَبَحْبَحَ الدّاءُ من فلان : إذا تمكن من الحُلول فى بَدَنِه.
بحر :
البَحْر : الماء الكثير المتّسع ، مِلْحاً كان أو عَذباً ، سُمّى بَحْراً لاستبحاره ، وهو انبساطُه وسَعَتُه ، أو لأنّه شَقّ فى الأرض شَقّاً ، وجَعل ذلك الشّقّ لمائه قَراراً. وقد غلَب عليه المِلح ، حتّى قَل أن يُقال فى العَذْب.
وقد يُقال : تَبَحَّر فلان فى العلم وغيره : إذا تَعَمَّق فيه وتَوَسَّع.
والبُحْرَان ، بالضَّمِّ : لفظ منقول عن اليونان ، معناه : الحُكم الفاصل ، لأنّ به يكون انفصال حكم المرَض إلى الصِّحَّة أو إلى العَطَب. فهو عند أهل اللّغة معناه الشِّدة ، وعند الأطبّاء تَغَيُّرٌ عظيم يَحدث فى المَريض دُفعةً إمّا إلى الصِّحَّة وإمّا إلى العَطَب.
وسببه انتهاض الطّبيعة المدَبِّرة للبَدَن لدفع الموجب للمرض ، فإن كان الدّافع قويّاً ، والمندفِع مواتياً للدّفع ، كان جيّداً ، وإن كان بالعكس كان رديئاً ، وإن كان متوسّطا كان ناقصا.
وقد مَثَّل شيخنا العلّامة البَدَنَ بالمدينة ، والطّبيعة بالسُّلطان الحامى لها ، والمرض بالعدوّ الباغى عليها. ولا شكَّ أنّ العدوَ عند قصده لها تحصل بينهما مشاجرات (١٥) كالقلَق والسَّهَر والصُّداع ، وبالجُملة : أمارات تُنْذِر بالبُحران ، ثمّ يَحْصُلُ بعد ذلك القتال بينهما ، ويَطلب كلٌّ منهما الغَلَبَةَ على الآخر.
وهذه الغَلَبَة هى التَّغَيُّر الى الصّحَة ، وهو الجيّد.
وتارةً يكون دُفعة الى العَطَب وهو الرَّدىء.
وتارة يكون فى مُدّة طويلة الى الصِّحَّة ، وهو التَّحَلّل.
وتارة يكون فى مُدَّة طويلة إلى العَطَب ، وهذا هو الذَّبول.
وتارة يكون دُفعة الى حال أصلح ، ثمّ يَتمّ الباقى فى مُدّة طويلة إلى الصَّحّة ، وهو الجيّد الناقص.