ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه) شر لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به» قال : ويسمي حاجته.
(ذلِكُمْ فِسْقٌ) أي كل المحرمات المذكورة فسق وخروج عن منهج الدّين ، ورغبة عن شرع الله إلى معصيته ، وتجاوز للمألوف من الحكمة والمعقول.
ولما حذّر الله المؤمنين من تعاطي المحرّمات المذكورة ، حرّضهم على التمسك بما شرعه لهم ، وبشرهم بالغلبة بما يقوي عزيمتهم ويشجعهم ، فنزل يوم عرفة عام حجة الوداع : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ..) إلخ الآية ، اليوم : هو يوم عرفة عام حجة الوداع من السنة العاشرة للهجرة ، وكان يوم جمعة ، وهو يوم نزول هذه الآية ، يئس الكفار من إبطال دينكم والتغلب عليكم ، والرجوع إلى دينهم كفارا ، ويئس الشيطان أن يعبد في أرضكم.
روى البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في هذه الآية فقال : يئس أهل مكة أن ترجعوا إلى دينهم : وهو عبادة الأوثان أبدا.
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ، ولكن بالتحريش بينهم».
(فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) أي فلا تخافوهم في مخالفتكم إياهم ، واخشوني أي اتّقوني ، أنصركم عليهم وأؤيدكم ، وأجعلكم فوقهم في الدّنيا والآخرة.