التقوى والجهاد أساس الفلاح في الآخرة
والدنيا كلها لا تصلح فداء للكفار
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٣٦) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٧))
البلاغة :
(لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ) أي ليجعلوه فدية لأنفسهم ، قال الزمخشري : ١ / ٤٥٨ : وهذا تمثيل للزوم العذاب لهم وأنه لا سبيل لهم إلى النجاة منه بوجه. وعن النبي صلىاللهعليهوسلم : «يقال للكافر يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به؟ فيقول : نعم ، فيقال له : قد سئلت أيسر من ذلك».
المفردات اللغوية :
(اتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه بأن تطيعوا أوامره وتجتنبوا نواهيه (وَابْتَغُوا) اطلبوا (إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) ما يتوسل به إلى رضوان الله أو يقربكم إليه من طاعته ، فالوسيلة : القربة التي ينبغي أن يطلب بها ، وتطلق أيضا على أعلى منزلة أو درجة في الجنة.
(وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ) لإعلاء دينه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تفوزون (لَوْ أَنَّ لَهُمْ) لو ثبت (يُرِيدُونَ) يتمنون (عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم.