من النظر إلى المعنى ، والإجماع ، لا من صيغة الأمر. وخص الصيد بالذكر ؛ لأنهم كانوا يرغبون فيه كثيرا كبيرهم وصغيرهم.
وأرشد قوله : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) إلى حرمة الاعتداء بالباطل ؛ لأن المعنى : لا يحملنكم بغض قوم أن تتعدوا الحق إلى الباطل ، والعدل إلى الظلم ، قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود والترمذي والحاكم عن أبي هريرة : «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك». ودل قوله تعالى : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ ...) على وجوب التعاون بين الناس على البر والتقوى ، والانتهاء عما نهى الله عنه ، وحرمة التعاون على المعاصي والذنوب ، ويؤكده حديث «الدال على الخير كفاعله» رواه الطبراني عن سهل بن سعد وعن ابن مسعود ، وهو صحيح.
المطعومات المحرمات وإكمال الدين والضرورة
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣))
الإعراب :
(وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا ..) أن المصدرية مع صلتها : في موضع رفع بالعطف على قوله تعالى : (الْمَيْتَةُ) وتقديره : حرم عليكم الميتة والاستقسام بالأزلام : وهو قسمهم الجزور في الجاهلية عشرة أقسام.