ومحبة الأبناء غريزة أيضا ، بل هي أشد من محبة الآباء ؛ إذ الولد فلذة من الكبد ، وهو محط الأمل ، ومفخرة الأهل ، كما قال تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) [الكهف ١٨ / ٤٦].
والأخ يتقوى بأخيه ، ويربطهما الانتماء للأصول من الأب والأم ، قال تعالى لموسى: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) [القصص ٢٨ / ٣٥].
وحب الزوجة أمر فطري أيضا ، وكل من الزوجين يكمل الآخر ، وسكينة له ، وبينهما الود والتراحم : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم ٣٠ / ٢١].
وحب العشيرة قائم على الحاجة للتعاون والتناصر ، وهو شديد التأثير في المجتمعات القبلية.
وحب المال المكتسب قوي عند الإنسان ؛ لأنه ثمرة عنائه وجهده ، وكذلك حب التجارة أصيل في النفس البشرية ؛ لأنه مصدر التمويل ، لذا يحرص الشخص على تنمية تجاراته ، لتنمو موارده ، وتكثر أرباحه ، فيستفيد منها.
وحب المساكن الطيبة أمر مستكن في النفوس ؛ لأنها مهد الراحة والطمأنينة والاستقرار ، ووسيلة التفاخر والتظاهر بالنعمة ، وربما كانت من المقومات الاجتماعية في الأعراف والعادات.
وبالرغم من مظاهر الحب وحقائقه لهذه الأنواع الثمانية ، أمر الله تعالى بإيثار حب الله والرسول وطاعتهما والجهاد في سبيله على هذه الأشياء ؛ لأن الله تعالى مصدر جميع النعم ، وملجأ لدفع كل الكروب والمحن ، لذا وصف تعالى المؤمنين بقوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة ٢ / ١٦٥].