(لَخَرَجْنا) سادّ مسدّ جوابي القسم والشرط. وهذا من المعجزات ؛ لأنه إخبار عما وقع قبل وقوعه.
(يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ) إما أن يكون بدلا من (سَيَحْلِفُونَ) أو حالا بمعنى : مهلكين. ويحتمل أن يكون حالا من قوله : (لَخَرَجْنا) أي لخرجنا معكم ، وإن أهلكنا أنفسنا وألقيناها في التهلكة بما نحملها من المسير في تلك المشقة.
(أَنْ يُجاهِدُوا) في موضع نصب بإضمار : في ، وقيل : التقدير كراهية أن يجاهدوا ، مثل : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) [النساء ٤ / ١٧٦].
البلاغة :
(بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) استعار الشقة للمسافة الطويلة البعيدة الشاقة.
(عَفَا اللهُ عَنْكَ) كناية عن خطئه في الإذن ؛ لأن العفو يعقب الخطأ ، وهو خبر قصد به تقديم المسرة على المضرة ، وإن من لطف الله بالنبي أن بدأه بالعفو قبل العتاب.
(لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) بيان لما كني عنه بالعفو ، ومعناه : مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك وهلا استأنيت بالإذن؟
المفردات اللغوية :
(لَوْ كانَ) ما دعوتهم إليه من الخروج للجهاد (عَرَضاً) متاعا من الدنيا قريبا سهل المأخذ ، أو ما يعرض من منافع الدنيا ، ويكون غنيمة قريبة (سَفَراً قاصِداً) أي سهلا لا عناء فيه ولا مشقة ، أي وسطا معتدلا (لَاتَّبَعُوكَ) طلبا للغنيمة (الشُّقَّةُ) المسافة البعيدة التي تحتاج لعناء ومشقة (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) إذا رجعتم إليهم (لَوِ اسْتَطَعْنا) الخروج (يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ) بالحلف الكاذب (عَفَا اللهُ عَنْكَ) العفو : التجاوز عن الخطأ وترك المؤاخذة عليه (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ) في التخلف (وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ) شكت قلوبهم في الدين (يَتَرَدَّدُونَ) يتحيرون.
سبب النزول : نزول الآية (٤٣):
(عَفَا اللهُ عَنْكَ) : أخرج ابن جرير الطبري عن عمرو بن ميمون الأزدي قال : اثنتان فعلهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يؤمر فيهما بشيء : إذنه للمنافقين ، وأخذ