(فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) فيه أربعة أوجه : إما خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فالواجب أن له نار جهنم ، أو بتقدير محذوف بين الفاء وأن ، أي فله أن له نار ، أو بدل من (فَأَنَ) الأولى المنصوبة بيعلموا ، أو مؤكّدة للأولى في موضع نصب ، والفاء زائدة.
(أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ ...) أن وصلتها في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره : من أن تنزل ، ويجوز أن تكون في موضع جر على إرادة حرف الجر ؛ لأن حرف الجر يكثر حذفه معها دون غيرها.
(وَلَئِنْ) اللام لام القسم.
البلاغة :
(ذلِكَ الْخِزْيُ) الإشارة بالبعيد عن القريب للإشعار ببعد درجته في الهول والشناعة.
المفردات اللغوية :
(يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) الخطاب للمؤمنين ، أي لترضوا عنهم (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) أحق بالإرضاء بالطاعة والوفاق ، وتوحيد الضمير لتلازم الإرضاءين (إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ) حقا (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ) أي الشأن (مَنْ يُحادِدِ) يشاقق ، والمحادّة مفاعلة من الحد ، كالمشاقة من الشّق ، والحد : طرف الشيء ، والشق : الجانب ، أي يصبح كلّ في ناحية وشق بالنسبة لخصمه وعدوه ، وهما بمعنى المعاداة من العدوة : وهي جانب الوادي.
(يَحْذَرُ) يخاف في المستقبل أو يتحرّز (أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) أي على المؤمنين (سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ) من النفاق ، وهم مع ذلك يستهزئون (اسْتَهْزِؤُا) أمر تهديد (إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ) مظهر الشيء الخفي المستتر ، ويشمل إظهار مكنون الصدور ، وإخراج الحب من الأرض ، والنفي من الوطن (ما تَحْذَرُونَ) إخراجه من نفاقكم.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) عن استهزائهم بك والقرآن ، وهم سائرون معك إلى تبوك (لَيَقُولُنَ) معتذرين (إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) في الحديث ، لنقطع به الطريق ، ولم نقصد ذلك. والخوض في الأصل : الدخول في الماء أو في الوحل ، كثر استعماله في الباطل ، لما فيه من التعرض للأخطار ، والمراد : الإكثار من العمل الذي لا ينفع لا تعتذروا عنه ، والاعتذار: الإدلاء بالعذر : أي لمحو أثر الذنب (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) أي ظهر كفركم بعد إظهار الإيمان (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ) بإخلاصها وتوبتها كمخشّ بن حمير (نُعَذِّبْ طائِفَةً) الطائفة : الجماعة من الناس ، والقطعة من الشيء (بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) مصرّين على النفاق والاستهزاء.