وبني المطلب. (وَالْيَتامى) أطفال المسلمين الذين مات آباؤهم ، وهم فقراء. (وَالْمَساكِينِ) ذوي الحاجة من المسلمين. (وَابْنِ السَّبِيلِ) المنقطع في سفره عن بلده من المسلمين ، أي أن الخمس يستحقه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأصناف الأربعة المذكورة ، على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس. (يَوْمَ الْفُرْقانِ) يوم بدر ، الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل. (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) المسلمون والكفار. (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صاحب القدرة المطلقة على كل الأشياء ، ومنها نصركم مع قلتكم وكثرتهم.
المناسبة :
لما أمر الله بمقاتلة الكفار في قوله : (وَقاتِلُوهُمْ) وكان القتال عادة مستتبعا إحراز الغنائم منهم ، ذكر تعالى حكم الغنيمة وقد نزلت هذه الآية في غزوة بدر ، وكان ابتداء فرض قسمة الغنائم فيها.
التفسير والبيان :
هذه الآية تفصيل لما أجمل حكمه في بدء سورة الأنفال : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) فأبان تعالى أن حكمها لله ، ويقسمها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما أمره الله به ، وفي هذه الآية تفصيل لحكم الغنائم التي اختص الله هذه الأمة بإحلالها ، وأنها تقسم أخماسا ، فيجعل الخمس لمن ذكرتهم الآية ، والأربعة الأخماس الباقية للغانمين كما أوضحت السنة ، وهي أنها تقسم للجيش المقاتل : للراجل سهم ، وللفارس سهمان أو ثلاثة أسهم ، بدليل بيان هذا الخمس والسكوت عن الباقي في قوله تعالى : (غَنِمْتُمْ) قال القرطبي : أضاف الله الغنيمة للغانمين ، ثم عين الخمس لمن سمّى في كتابه ، وسكت عن الأربعة الأخماس ، فدل على أنها ملك للغانمين ، كما سكت عن الثلثين في قوله : (وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) فكان للأب الثلثان اتفاقا ، وكذا الأربعة الأخماس للغانمين إجماعا (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٨ / ٣ ، ١٣