لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٧١))
الإعراب :
(لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ كِتابٌ) : مبتدأ مرفوع ، (مِنَ اللهِ) : صفة له ، تقديره : ثابت من الله ، و (سَبَقَ) : فعل ماض ، محله إما مرفوع على أنه صفة أخرى لكتاب ، وإما منصوب على أنه حال من الضمير الذي في الظرف أي (مِنَ اللهِ). وخبر المبتدأ محذوف تقديره : لو لا كتاب بهذه الصفة تدارككم ، لمسّكم. ولا يجوز جعل (سَبَقَ) خبر المبتدأ ؛ لأن الخبر بعد لو لا لا يجوز إظهاره.
(حَلالاً طَيِّباً حَلالاً) : منصوب على الحال من (مِمَّا) أي المغنوم ، أو صفة للمصدر ، أي أكلا حلالا ، وفائدته : إزاحة ما وقع في نفوسهم منه بسبب تلك المعاتبة ، أو حرمتها على الأولين ، ولذلك وصفه بقوله : (طَيِّباً).
وقوله : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) أي من الفدية ؛ فإنها من جملة الغنائم ، والفاء للتسبب ، ولسبب محذوف تقديره : أبحت لكم الغنائم فكلوا ، وهو دليل لمن قال : إن الأمر الوارد بعد الخطر للإباحة.
المفردات اللغوية :
(ما كانَ لِنَبِيٍ) ما صح وما ينبغي له وما شأنه. (يُثْخِنَ) يكثر القتل ويبالغ فيه. (تُرِيدُونَ) أيها المؤمنون. (عَرَضَ الدُّنْيا) حطامها بأخذ الفداء من الأسرى. (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) يريد لكم ثواب الآخرة بقتلهم. (وَاللهُ عَزِيزٌ) قوي لا يغلب وإنما يغلب أولياءه على أعدائه. (حَكِيمٌ) في صنعه وحكمه يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها. (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) لو لا حكم من الله سبق إثباته في اللوح وهو ألا يعذب المخطئ في اجتهاده ، أو ألا يعذبكم والرسول فيكم وأنتم تستغفرونه من ذنوبكم ، أو بإحلال الغنائم والأسرى لكم. (لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ) من الفداء.
(إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) إيمانا وإخلاصا. (يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) من الفداء بأن يعوضكم عنه في الدنيا ويثيبكم في الآخرة. (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم.