والصحيح أن هذا المنع من الصلاة على غير الأنبياء مكروه كراهة تنزيه ؛ لأنه شعار أهل البدع ، وقد نهينا عن شعارهم.
والسلام هو في معنى الصلاة ، فلا يستعمل في الغائب ، ولا يفرد به غير الأنبياء ، فلا يقال : علي عليهالسلام ، وهذا سواء في الأحياء والأموات. وأما الحاضر فيخاطب به ، فيقال : سلام عليك ، وسلام عليكم ، أو السلام عليك أو عليكم ، وهذا مجمع عليه.
وقال النووي : إذا صلى على النبي صلىاللهعليهوسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يقتصر على أحدهما ، فلا يقول : صلّى الله عليه فقط ، ولا عليهالسلام فقط ؛ لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
٣ ـ إن من يؤذي الله ورسوله يستحق اللعنة والطرد من رحمة الله في الدنيا والآخرة ، وله عذاب محقر مؤلم في نار جهنم. وإيذاء الله : يكون بالكفر ونسبة الصاحبة والولد والشريك إليه ، ووصفه بما لا يليق به ، كقول اليهود : (يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) [المائدة ٥ / ٦٤] ، و (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [التوبة ٩ / ٣٠] ، وقول النصارى : (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) [التوبة ٩ / ٣٠] ، وقول المشركين : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه.
وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله عزوجل : يؤذيني ابن آدم ، يسبّ الدهر ، وأنا الدهر. أقلّب ليله ونهاره» ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال الله تبارك وتعالى : «يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر ، أقلّب ليله ونهاره ، فإذا شئت قبضتهما». هكذا جاء هذا الحديث موقوفا على أبي هريرة في هذه الرواية. وقد جاء مرفوعا عنه بلفظ آخر عند مسلم أيضا : «يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر ، وأنا الدهر أقلّب الليل