البلاغة :
(يَقُولُونَ : يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) تحسر وتفجع من طريق التمني.
(سَعِيراً نَصِيراً كَبِيراً) فيها ما يسمى بمراعاة الفواصل ، لما فيها من وقع حسن.
المفردات اللغوية :
(يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ) أي يسألك أهل مكة المشركون عن وقت يوم القيامة وحصوله استهزاء ، أو تعنتا ، أو امتحانا (قُلْ : إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ) أي لم يطلع عليه ملكا ولا نبيا (وَما يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) أي وما يعلمك يا محمد؟ أي أنت لا تعلمها ، فكيف بغيرك من الناس؟ وربما توجد الساعة في زمن قريب. وفيه تهديد للمستعجلين وإسكات للمتعنتين.
(لَعَنَ الْكافِرِينَ) أبعدهم وطردهم عن رحمته (وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) نارا شديدة الاتقاد والاستعار يدخلونها (خالِدِينَ) مقدرا خلودهم (لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) يواليهم ويحفظهم عنها (وَلا نَصِيراً) ينصرهم ويدفع العذاب عنهم (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) تصرّف من جهة إلى جهة أخرى ، كاللحم يشوى بالنار. (يا لَيْتَنا يا) : للتنبيه (وَقالُوا) أي الأتباع منهم (سادَتَنا) أي ملوكنا وقادتنا الذين لقنوهم الكفر ، وقرئ «ساداتنا» جمع الجمع ، للدلالة على الكثرة (وَكُبَراءَنا) علماءنا (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) أي أضلونا طريق الهدى بما زينوا لنا من الكفر بالله ورسوله (ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ) مثلي ما أوتينا من العذاب ؛ لأنهم ضلوا وأضلوا (وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) أي عذبهم وأبعدهم بلعن هو أشد اللعن وأعظمه ، وفوله (كَبِيراً) أي عدده ، أي عظيما.
المناسبة :
بعد بيان حال الفئات الثلاث في الدنيا (المشركين الذين يؤذون الله ورسوله ، والمجاهرين الذين يؤذون المؤمنين ، والمنافقين الذين يظهرون الحق ويضمرون الباطل) وأنهم يلعنون ويهانون ويقتلون ، ذكر حالهم في الآخرة ، فتوعدهم بقرب يوم القيامة ، وبين نوع عذابهم فيه.