(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) أي والله هو الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، يدبر شؤون خلقه على مقتضى الحكمة ، والخبير ببواطن الأمور ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عنه شيء. قال مالك : خبير بخلقه حكيم بأمره.
(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها) أي يعلم ما يدخل في الأرض كالغيث الذي ينفذ في موضع وينبع في آخر ، وكالكنوز والدفائن والأموات ، ويعلم ما يخرج من الأرض ، كالحيوان والنبات والماء والفلزّات.
(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها) أي ما ينزل من السماء كالملائكة والكتب والأرزاق والأمطار والصواعق ، وما يعرج فيها كالملائكة وأعمال العباد والغازات والأدخنة ووسائل النقل الجوي والطيور.
(وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) أي والله هو الرحيم بعباده ، فلا يعاجل عصيانهم بالعقوبة ، الغفور لذنوب التائبين إليه المتوكلين عليه.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ الله تعالى هو المستحق لجميع المحامد والحمد : الشكر على النعمة ، ويكون الثناء على الله بما هو أهله ، فالحمد الكامل والثناء الشامل كله لله ؛ إذ النعم كلها منه ، وهو مالك السموات والأرض وخالقهما والمتصرف فيهما بالإيجاد والإعدام ، والإحياء والإماتة.
٢ ـ الله تعالى هو المحمود في الدنيا والآخرة ؛ لأنه المالك للأولى والثانية ، وهو الحكيم في فعله ، الخبير بأمر خلقه.
٣ ـ الله عالم بكل شيء من الظواهر والخوافي ، يعلم ما يدخل في الأرض من قطر وغيره من الكنوز والدفائن والأموات ، ويعلم ما يخرج منها من نبات