يَعْلَمُونَ (٢٨) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠))
الإعراب :
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً إِيَّاكُمْ) ضمير منفصل منصوب معطوف على اسم «إن» و (لَعَلى هُدىً) إما خبر لقوله : (وَإِنَّا) وخبر (إِيَّاكُمْ) محذوف لدلالة الأول عليه ، أو أن يكون خبرا للثاني ، وخبر الأول محذوف لدلالة الثاني عليه. وهذا كقولهم : زيد وعمرو قائم ، إما أن يجعل قائم خبرا للأول ، ويقدر للثاني خبر ، وإما أن يجعل خبرا للثاني ، ويقدر للأول خبر.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً .. كَافَّةً) منصوب على الحال من كاف (أَرْسَلْناكَ) ولا يجوز جعلها حالا من الناس على المختار. وأصله «كاففة» اجتمع حرفان متحركان من جنس واحد ، فسكن الأول وأدغم في الثاني ، فصار (كَافَّةً) وتقديره : وما أرسلناك إلا كافّا للناس. ودخلت التاء للمبالغة ، كعلّامة ونسّابة.
(لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ ..) مبتدأ مرفوع ، و (لَكُمْ) خبره ، والهاء في (عَنْهُ) عائدة على الميعاد.
البلاغة :
(قُلْ : مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) توبيخ وتبكيت.
(قُلِ : اللهُ) حذف الخبر ، لدلالة السياق عليه ، أي قل الله الخالق الرازق للعباد.
(تَسْتَأْخِرُونَ) و (تَسْتَقْدِمُونَ) بينهما طباق.
(وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) صيغة مبالغة على وزن فعّال وفعيل.
المفردات اللغوية :
(قُلْ : مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يريد به تقرير قول السابق : لا يملكون ، والرزق من السموات : المطر ، ومن الأرض : النبات. (قُلِ : اللهُ) أي لا جواب سواه ، وفيه إشعار بأنهم إن سكتوا أو تلعثموا في الجواب مخافة الإلزام ، فهم مقرّون به بقلوبهم. (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ) أي أحد الفريقين. (لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي إما في حال هدى أو في ضلال