١ ـ الإسلام والانقياد لأمر الله واتباع أحكام الدين قولا وعملا.
٢ ـ الإيمان والتصديق التام بما جاء عن الله من شرائع وأحكام وآداب. وهذا دليل على أن الإيمان غير الإسلام ، وأن الأول أخص من الثاني ، فالإيمان : هو الاعتقاد والتصديق الكامل مع العمل الصالح ، والإسلام قول وعمل بالفعل ؛ قال تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ : آمَنَّا ، قُلْ : لَمْ تُؤْمِنُوا ، وَلكِنْ قُولُوا : أَسْلَمْنا ، وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات ٤٩ / ١٤]. وفي الصحيحين : «لا يزني الزاني حين يزني ، وهو مؤمن» فيسلبه الإيمان ، ولا يلزم منه كفره بإجماع المسلمين ، فدل على أن الإيمان أخص من الإسلام.
٣ ـ القنوت : وهو دوام العمل الصالح ، والطاعة في سكون ، كما قال تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزّمر ٣٩ / ٩] وقال سبحانه : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [الروم ٣٠ / ٢٦]. وقال عزوجل : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ ، وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [آل عمران ٣ / ٤٣].
ويلاحظ التدرج بين هذه المراتب ، فالإسلام : إسلام الظاهر من النطق بالشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، ثم يأتي بعده مرتبة يرتقى إليها وهو الإيمان الذي هو الإذعان والتصديق الباطني في القلب ، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، ثم ينشأ عن مجموعهما القنوت الذي هو السكون والخشوع في الطاعة وأداء العبادة.
٤ ـ الصدق في القول والعمل ، وهو خصلة محمودة ، وعلامة على الإيمان ، كما أن الكذب أمارة على النفاق ، فمن صدق نجا ، وفي الحديث الصحيح عند أحمد والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي عن ابن مسعود : «عليكم بالصدق ، فإن