أموالهم ، وهل هم قادرون على معارضة القرآن المنزل عليه في سورة واحدة؟!
فإذا عرفوا بهذه التأملات والدراسة الواقعية صدقه ، فما بال هذه المعاندة والمعارضة له؟
٦ ـ لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا مبشرا من أطاعه بالجنة ، ومنذرا من عصاه بنار جهنم يوم القيامة.
٧ ـ وأيضا إن عناء النبي الشديد في تبليغ دعوته دون أن يأخذ من أحد أجرا على تبليغ الرسالة دليل واقعي على صدق نبوته ، فهو لا يريد إلا الأجر والثواب من عند ربه ، وهذا دليل الإخلاص ، والله رقيب على كل أعماله وأعمالهم ، وعالم بها لا يخفى عليه شيء ، فهو يجازي الجميع بما يستحقون.
٨ ـ الله الحق هو مصدر الوحي والحق والقرآن وبيان الحجة وإظهارها ، وهذا ما أنزله على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم ؛ لأنه علام الغيوب : أي الأمر الذي غاب وخفي جدّا ، وقد علم أن محمدا صلىاللهعليهوسلم أولى من غيره باصطفائه للنبوة والرسالة ونزول القرآن على قلبه.
٩ ـ لقد جاء الحق للبشرية فعلا وهو القرآن الذي فيه البراهين والحجج على صحة الاعتقاد من التوحيد والرسالة والبعث والحساب. وإذا جاء الحق اندحر الباطل وهو الشرك والكفر ولم يعد له قرار ولا أثر ولا مقام ، ولم يبق منه شيء أمام الحق.
١٠ ـ قال الكفار للنبي محمد صلىاللهعليهوسلم : تركت دين آبائك فضللت ، فرد الله عليهم آمرا نبيه صلىاللهعليهوسلم أن يقول لهم : إن ضللت كما تزعمون ، فإنما أضل على نفسي ، أي إن ضرره وإثمه علي ، وإن اهتديت إلى الحق والرشاد فبما أوحى الله إلي من الحكمة والبيان ، إن الله سميع ممن دعاه ، قريب الإجابة ، وفي هذا تقرير للرسالة أيضا.