توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والإلزام بمنهج الاستقامة على دين الله وأخلاق الإسلام.
وقد اشتملت هذه السورة في فاتحتها ومقدمتها على بيان الأدلة الدامغة على قدرة الله عزوجل بإبداع الكون ، وجعل الملائكة رسلا بينه وبين أنبيائه لتبليغ الوحي. ثم ذكّرت الناس بنعم الله ليشكروها ، وحذرت من وساوس الشيطان ، وأبانت الفرق المتميز بين جزاء الكفار وجزاء المؤمنين الأبرار ، وميّزت بين المؤمن والكافر بضرب المثل بالأعمى والبصير ، والظلمات والنور ، والظل والحرور.
وأوضحت مظاهر القدرة الإلهية ، وأقامت الأدلة والبراهين على البعث في سجل هذا الكون من إنزال الغيث ، وإنبات الزرع والثمار ، وخلق الإنسان في أطوار ، وعزل البحر المالح عن البحر العذب ، وتعاقب الليل والنهار ، وإيلاج أحدهما في الآخر ، وتسخير الشمس والقمر ، واختلاف ظواهر الجبال والناس والدواب والأنعام ، ومزية العلماء.
وأعلنت إرسال النبي صلىاللهعليهوسلم بالحق بشيرا ونذيرا ، كما أرسل نذير في كل أمة ، وثبّتت قلبه بذكر قصص المكذبين السابقين للأنبياء.
وأشادت بمن يتلو كتاب الله ، ويقيم الصلاة ، وينفق من رزق الله سرا وعلانية ، وأبانت أن القرآن مصدّق للكتب السماوية السابقة ، وفاخرت بميراث الأمة الإسلامية لأشرف رسالة ، وذكرت انقسام الأمة إزاءها إلى أنواع ثلاثة : ظالم مقصّر ، ومحسن مقتصد ، وسابق بالخيرات ، وحددت جزاء كل نوع في عالم الآخرة.
ثم ذكرت جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين ، ووصفت عاقبة كل منهم وما أعد له يوم القيامة.