أكثرهم لله ذكرا» فقال أبو بكر لعمر رضياللهعنهما : ذهب الذاكرون بكل خير ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أجل».
ثم ذكر الله تعالى جزاء هؤلاء جميعا فقال :
(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) أي إن الله تعالى هيّأ لهم مغفرة تمحو ذنوبهم وأجرا عظيما وهو الجنة.
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآية كما وضح في تفسيرها عشرة آداب أمر الله تعالى بها ، وهي تجمع أصول الإسلام في الاعتقاد والعبادة والأخلاق والسلوك والعمل الاجتماعي البناء في إطار من النية الصادقة والإخلاص لله عزوجل وهو المراد بذكر الله كثيرا.
وقد بدأ تعالى في هذه الآية بذكر الإسلام الذي يعم الإيمان وعمل الجوارح ، ثم ذكر الإيمان تخصيصا له وتنبيها على أنه دعامة الإسلام ، وأتبعه بالقانت : العابد المطيع ، ثم الصادق : الذي يفي بما عوهد عليه ، والصابر عن الشهوات وعلى الطاعات وقت الرخاء والشدة (أو المنشط والمكره) والخاشع : الخائف لله ، والمتصدق بالفرض والنفل ، والصائم فرضا ونفلا ، وحافظ الفرج عما لا يحلّ من الزنى وغيره ، وذاكر الله كثيرا في أدبار الصلوات وغدوّا وعشيا ، وفي المضاجع وعند الانتباه من النوم ، وفي الذكر فوائد كثيرة محورها ربط المؤمن بالله تعالى في جميع الأحوال. قال مجاهد : لا يكون ذاكرا لله تعالى كثيرا حتى يذكره قائما وجالسا ومضطجعا. وقال أبو سعيد الخدري رضياللهعنه : من أيقظ أهله بالليل ، وصلّيا أربع ركعات ، كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.