الإعراب :
(مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) هاء (أَلْوانُهُ) تعود على موصوف محذوف ، تقديره : خلق مختلف ألوانه ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، هي في موضع رفع بالابتداء ، والجار والمجرور قبله : خبره. و (أَلْوانُهُ) فاعل مختلف ؛ لأنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل.
(يَرْجُونَ تِجارَةً) خبر إن. و (لَنْ تَبُورَ) صفة للتجارة.
البلاغة :
(أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ، فَأَخْرَجْنا) التفات من الغيبة إلى التكلم ، بدلا من «أخرج» للدلالة على كمال قدرة الله وحكمته.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) استفهام تقريري ، فيه معنى التعجب.
(إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) قصر صفة على موصوف ، قصر الخشية على العلماء.
(يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) استعارة ، استعار التجارة للمعاملة مع الله لنيل ثوابه ، وشبهها بالتجارة الدنيوية ، وأيدها بقوله : (لَنْ تَبُورَ) وهو الذي يسمى ترشيحا.
(عَزِيزٌ غَفُورٌ لَنْ تَبُورَ غَفُورٌ شَكُورٌ) توافق الفواصل من عناصر جمال الكلام.
المفردات اللغوية :
(أَلَمْ تَرَ) تعلم فهذه رؤية القلب والعلم. (مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) أجناسها أو أصنافها أو هيئاتها من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض وأسود ونحو ذلك. (جُدَدٌ) أي ذو جدد ، أي طرائق وخطوط في الجبال وغيرها ، جمع جدة : وهي الخطة أو الطريقة المختلفة الألوان في الجبل ونحوه. (بِيضٌ وَحُمْرٌ) أي وصفر ونحوها. (مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) بالشدة والضعف. (وَغَرابِيبُ سُودٌ) معطوف على جدد ، أي صخور شديدة السواد ، وأصل اللفظ : وسود غرابيب ، والعرب تقول كثيرا للشديد السواد المشابه لون الغراب : أسود غربيب ، وقليلا : غربيب أسود.
(مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ) كاختلاف الثمار والجبال. (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) بخلاف الجهال كأهل مكة ؛ إذ شرط الخشية معرفة المخشي والعلم بصفاته وأفعاله ، فمن كان أعلم به كان أخشى منه ، ولذلك قال صلىاللهعليهوسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن أنس : «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له».
(عَزِيزٌ) غالب قاهر. (غَفُورٌ) لذنوب عباده التائبين المؤمنين. والجملة : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) تعليل لوجوب الخشية.
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) يستمرّون على تلاوة القرآن الكريم. (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أداموا إقامتها في أوقاتها ، مع كمال أركانها وأذكارها. (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) فيه حث على الإنفاق