ندمهم ، وصرحوا بأن البعث حق ، ولكن لم يجدوا أمامهم إلا نار جهنم ، وكانوا قد وبخوا على اتباع وساوس الشيطان ، وأعلموا أن الله قادر على مسخهم في الدنيا.
وأما المؤمنون فيتمتعون بنعيم الجنان ، ويحسون بأنهم في أمن وسلام من رب رحيم.
ثم نفى الله تعالى كون رسوله شاعرا ، وأعلم الكافرين أنه منذر بالقرآن المبين أحياء القلوب ، وذكّر الناس قاطبة بضرورة شكر المنعم على ما أنعم عليهم من تذليل الأنعام ، والانتفاع بها في الطعام والشراب واللباس.
وندد الله تعالى باتخاذ المشركين آلهة من الأصنام أملا في نصرتها لهم يوم القيامة ، مع أنها عاجزة عن أي نفع ، وهم مع ذلك جنودها الطائعون.
وختمت السورة بالرد القاطع على منكري البعث بما يشاهدونه من ابتداء الخلق ، وتدرج الإنسان في أطوار النمو ، وإنبات الشجر الأخضر ثم جعله يابسا ، وخلق السموات والأرض ، وإعلان القرار النهائي الحتمي الناجم عن كل ذلك ، وهو قدرة الله الباهرة على إيجاد الأشياء بأسرع مما يتصور الإنسان ، وأنه الخالق المالك لكل شيء في السموات والأرض.
والخلاصة : أن السورة كلها إيقاظ شديد للمشاعر والوجدان ، وتحريك قوي للأحاسيس ، وفتح نفّاذ للقلوب ، لكي تبادر إلى الإقرار بالخالق وتوحيده ، والإيمان بالبعث والجزاء. قال النبي صلىاللهعليهوسلم في كتاب أبي داود عن معقل بن يسار : «اقرؤوا يس على موتاكم».