والوصية : «اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك» وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها ؛ وخشي رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد ، وهو مولاه ، وقد أمره بطلاقها ، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من خشيته الناس في شيء قد أباحه الله له ، بأن قال : «أمسك» مع علمه بأنه يطلّق ، وأعلمه أن الله أحق بالخشية ، أي في كل حال.
ويدل تحرج النبي صلىاللهعليهوسلم من هذا الزواج على أن للأعراف والعادات تأثيرا كبيرا في المجتمعات والسلوك.
٥ ـ اقترنت واقعة زواج النبي صلىاللهعليهوسلم بزينب في السيرة بأحكام شرعية ، منها : استخارة الله في الأمور ، فعند ما جاء زيد يخطبها للنبي صلىاللهعليهوسلم فرحت وقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن.
ومنها : ندب وليمة الزواج ، قال أنس بن مالك فيما يرويه مسلم : «ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب ، فإنه ذبح شاة.
ومنها : أن يقول الإنسان لصاحبه : اخطب علي فلانة ، وهو زوجها المطلقة منه ، ولا حرج في ذلك ، كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم لزيد في رواية : «اذكرها علي» أي اخطبها.
٦ ـ اختصاص النبي صلىاللهعليهوسلم بتزويج الله تعالى له ، فلما وكّلت زينب أمرها إلى الله ، وصح تفويضها إليه ، تولى الله إنكاحها ، ولما أعلمه الله بذلك دخل عليها بغير إذن ، ولا تجديد عقد ولا تقرير صداق ، ولا شيء مما يكون شرطا في عقود زواجنا ، ولهذا كانت زينب تفاخر نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتقول : «زوجكن آباؤكن ، وزوّجني الله تعالى». أخرج النسائي عن أنس بن مالك قال : كانت