قال البيضاوي : وتخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما الحسن والحسين رضياللهعنهم ، والاحتجاج بذلك على عصمتهم ، وكون إجماعهم حجة : ضعيف ؛ لأن التخصيص بهم لا يناسب ما قبل الآية وما بعدها ، وحديث العباءة التي أدخل فيها النبي فاطمة وعلي وولديهما يقتضي أنهم أهل البيت ، لا أنه ليس غيرهم.
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَ) أي عظن النساء بما يتلى ، وتذكرن نعم الله عليكن من جعلكن أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ، مما يوجب قوة الإيمان والحرص على الطاعة. (وَالْحِكْمَةِ) هي حديث المصطفى صلىاللهعليهوسلم. (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) بأوليائه وأهل طاعته. (خَبِيراً) بجميع خلقه ، يعلم ويدبر ما يصلح في الدين.
المناسبة :
اقتضى عدل الله ورحمته أن تكون زيادة العقاب مقرونة بزيادة الثواب ، فبعد ذكر مضاعفة العذاب على نساء النبي صلىاللهعليهوسلم عند ارتكاب الفاحشة ، ذكر تعالى خصائص لهن ، أولها ـ مضاعفة الثواب لهن على العمل الصالح ، وإعداد الرزق الكريم في الجنة وهو ما يأتي بنفسه ، على نقيض رزق الدنيا الذي لا يأتي بنفسه ، وإنما بواسطة الغير. وثانيها ـ امتيازهن على سائر النساء ، وثالثها ـ أمرهن بقوة الكلام وعدم إلانة القول للرجال ، ورابعها ـ الأمر بالقرار في البيوت والنهي عن التبرج ، وخامسها ـ مطالبتهن بمداومة الطاعة بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله صلىاللهعليهوسلم فيما يأمر وينهى ، وسادسها ـ تحقيق صون العرض والسمعة عن الذنوب والمعاصي والتجمل بالتقوى ، وسابعها ـ الأمر بتعليم غيرهن القرآن والسنة النبوية ، وتذكر نعمة الله تعالى عليهن.
التفسير والبيان :
١ ـ مضاعفة الثواب : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَتَعْمَلْ صالِحاً ، نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ ، وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) أي ومن تطع منكن الله ورسوله ، وتخشع جوارحها ، وتستجب لأمر ربها ، وتعمل صالح الأعمال ،