وقيل : نزلت في أناس من المنافقين كانوا يؤذون علي بن أبي طالب. وقيل : نزلت فيمن آذى عمر لضربه جارية من الأنصار متبرجة. وقال جماعة : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن.
المناسبة :
بعد أن أمر الله المؤمنين بالاستئذان وعدم النظر إلى وجوه نسائه احتراما ، أكمل ذلك ببيان مكانة النبي صلىاللهعليهوسلم في الملأ الأعلى ، وما يجب له من احترام في الملأ الأدنى ، ثم أردفه بتبيين أضداد الاحترام ، فنهى عن إيذاء الله ، بمخالفة أوامره وارتكاب معاصيه ، وعن إيذاء رسوله صلىاللهعليهوسلم بالطعن فيه أو في أهل بيته ، أو بنسبة عيب أو نقص فيه.
التفسير والبيان :
(إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أي إن الله يصلي على نبيه بالرحمة والرضوان ، والملائكة تدعو له بالمغفرة ورفعة الشأن ، لذا فأنتم أيها المؤمنون بالله ورسوله قولوا : اللهم صلّ وسلّم على محمد ، أي ادعوا له بالرحمة ومزيد الشرف والدرجة العليا. ويلاحظ الاهتمام بالحكم من طريق مجيء الخبر مؤكدا ب «إنّ» والإتيان بالجملة الاسمية لإفادة الدوام ، وأن مجيء الجملة اسمية في صدرها : (إِنَّ اللهَ) فعليه في عجزها : (يُصَلُّونَ) للدلالة على أن الثناء من الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم يتجدد على الدوام.
وهذه الآية بمثابة العلة لما ذكر قبلها من أن شأن المؤمنين ألا يؤذوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكأنه قيل : ما كان لكم أن تؤذوه ؛ لأن الله يصلي عليه والملائكة ، وما دام الأمر كذلك ، فهو لا يستحق إلا الاحترام والإكرام. وقد بدئت الآية بالجملة الاسمية لإفادة الدوام ، وانتهت بالجملة الفعلية للإشارة إلى أن