قيل وما الرّؤية قال الحاجة فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع بنا ما احبّ.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : في هذه الآية قال فيفنى كلّ شيء ويبقى الوجهَ الله أعظم من أن يوصف ولكن معناه كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى منه لن نزال في عباده.
اجلّ وأعظم من ذلك وانّما وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : المراد كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا دينه لأنّ المحال ان يهلك منه كلّ شيء ويبقى الوجه هو وذكر مثل ما في التوحيد يهلك من ليس منه ألا ترى انّه قال كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ففضّل بين خلقه ووجهه.
أقول : وورد في حديث آخر عنهم عليهم السلام : ان الضمير في وَجْهَهُ راجع إلى الشيء وعلى هذا فمعناه أنّ وجه الشيء لا يهلك وهو ما يقابل منه إلى الله وهو روحه وحقيقته وملكوته ومحلّ معرفة الله منه التي تبقى بعد فناء جسمه وشخصه والمعنيان متقاربان وربّما يفسّر الوجه بالذّات وليس بذلك البعيد لَهُ الْحُكْمُ القضاء النّافذ في الخلق وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ للجزاء بالحقّ قد سبق ثواب قراءة هذه السورة في آخر سورة الشعراء.