كتاب الاستغاثة لابن ميثم قال لقد روينا من طريق علماء أهل البيت في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم الى علماء شيعتهم : انّ قوماً ينسبون الى قريش وليسوا من قريش بحقيقة النّسب وهذا ممّا لا يعرفه الّا معدن النبوّة وورثة علم الرسالة وذلك مثل بني أميّة ذكروا انّهم ليسوا من قريش وانّ أصلهم من الروم وفيهم تأويل هذه الآية الم غُلِبَتِ الرُّومُ معناه انّهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العبّاس.
(٦) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
(٧) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا ما يشاهدون منها وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ التي هي غايتها والمقصود منها وهُمْ غافِلُونَ لا تخطر ببالهم. القمّيّ قال يرون حاضر الدنيا ويتغافلون عن الآخرة.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : انّه سئل عن قوله تعالى يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا فقال منه الزّجر والنّجوم.
(٨) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ا ولم يحدثوا التفكُّر فيها أو أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي امر أنفسهم فانّها أقرب إليهم من غيرها ومِرآة يتجلّى للمُستبصر ما يتجلّى له في ساير المخلوقات ليتحقّق لهم قدرة مبدعها على إعادتها قدرته على إبداعها ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى تنتهي عنده ولا تبقى بعده وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ جاحدون يحسبون انّ الدنيا أبديّة وإنّ الآخرة لا تكون.
(٩) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ تقرير لسيرهم في أقطار الأرض ونظرهم الى آثار المدمّرين قبلهم.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام : انّ معناه أولم ينظروا في القرآن كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً كعاد وثمود وَأَثارُوا الْأَرْضَ وقلّبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها وَعَمَرُوها وعمروا الأرض أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها من عمارة أهل مكّة ايّاها فانّهم أهل واد غير ذي زرع لا تبسط لهم في غيرها وفيه تهكّم بهم من