حيث انّهم مغترّون بالدنيا مفتخرون بها وهم أضعف حالاً فيها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ بالآيات الواضحات فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ فيدمّرهم من غير جرم ولا تذكير وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ حيث عملوا ما أدّى الى تدميرهم.
(١٠) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى قيل أي ثمّ كان عاقبتهم العقوبة وضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على ما اقتضى أن يكون تلك عاقبتهم والسُّواى تأنيث أسوء وقرئ عاقبة بالنصب أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ قيل أَنْ كَذَّبُوا اما بدل أو هو خبر كان والسّوأ مصدر أساءوا أو مفعوله بمعنى ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ اقترفوا الخطيئة ان طبع الله على قلوبهم حتّى كذَّبوا الآيات واستهزؤا بها.
(١١) اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ينشئهم ثُمَّ يُعِيدُهُ يبعثهم ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ للجزاء وقرئ بالياء.
(١٢) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ يسكتون متحيّرين آيسين.
(١٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ ممّن اشركوهم بالله شُفَعاءُ يجيرونهم من عذاب الله وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ.
(١٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ القمّيّ قال إلى الجنّة والنار.
(١٥) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ القمّيّ أي يكرمون وأصله السّرور.
(١٦) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ لا يغيبون عنه.
(١٧) فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ.
(١٨) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ قيل إخبار في معنى الأمر بتنزيه الله سبحانه وتعالى والثناء عليه في هذه الأوقات التي تظهر فيها قدرته ويتجدّد فيها نعمته وقيل الآية جامعة للصلوات الخمس تمسون صلاة المغرب