اعصار بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً لا يعلمها إلّا الله.
(٣٩) وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ بيّنا له القصص العجيبة من قصص الأوَّلين اعذاراً وإنذاراً فلمّا اصرّوا اهلكوا كما قال وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً فتّناه تفتيناً ومنه التَّبر لفتات الذهب والفضة.
وفي المعاني والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : يعني كسّرنا تكسيراً وزاد القمّيّ قال هي لفظة بالنبطيّة.
في العيون والعلل عن الرضا عن أبيه عن أبيه عن أبيه الحسين ابن عليّ عليه السلام قال : اتى عليّ بن أبي طالب عليه السلام قبل مقتله بثلاثة أيّام رجل من اشراف تميم يقال له عمرو فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن أَصْحابَ الرَّسِ في أيّ عصر كانوا وأين كانت منازلهم ومن كان ملكهم وهل بعث الله إليهم رسولاً أم لا وبما إذا اهلكوا فانّى أجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا أجد خبرهم فقال عليّ عليه السلام لقد سئلت عن حديثٍ ما سألني عنه أحد قبلك ولا يحدّثك به أحد بعدي الّا عنّي وما في كتاب الله تعالى آية الّا وانا اعرفها واعرف تفسيرها وفي أيّ مكان نزلت من سهل أو جبل وفي أيّ وقت من ليل أو نهار وانّ هنا لعلماً جمّاً وأشار الى صدره ولكن طلّابه يسيروا عن قليل تندمون لو فقدتموني كان من قصصهم يا أخا تميم انّهم كانوا قوماً يعبدون شجرة صنوبر يقال له شاه درخت كان يافث بن نوح غرسها على شفيرة عين يقال لها روشاب كانت أنبتت النوح بعد الطّوفان وانّما سمّوا أَصْحابَ الرَّسِ لأنّهم رسّوا نبيّهم في الأرض وذلك بعد سليمان بن داود وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له الرسّ من بلاد المشرق وبهم سمّي ذلك النّهر ولم يكن يومئذ في الأرض نهر اغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا اعمر منها تسمّى احداهنّ ابان والثانية آذر والثالثة دي والرّابعة بهمن والخامسة إسفندار والسادسة فروردين والسابعة أرديبهشت والثامنة خرداد والتاسعة مرداد والعاشرة تير والحادية عشر مهر والثانية عشر شهريور وكانت أعظم مداينهم إسفندار وهي التي ينزلها ملكهم وكان يسمّى تركود بن غابور بن يارش بن سادن بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم (ع) وبها