الأمور إليكم هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ من مماليككم مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ من الأموال وغيرها فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ فتكونون أنتم وهم فيه سواء يتصرّفون فيه كتصرفكم مع أنهم بشر مثلكم وأنّها معارة لكم تَخافُونَهُمْ ان تستبدّوا بتصرّف فيه كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ نبيّنها فانّ التمثيل ممّا يكشف المعاني ويوضحها لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يستعملون عقولهم في تدبر الأمثال.
والقمّيّ : كان سبب نزولها ان قريشاً والعرب كانوا إذا حجّوا يلبّون وكانت تلبيتهم «لبّيك اللهم لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك انّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وهي تلبية إبراهيم والأنبياء فجاءهم إبليس في صورة شيخ وقال لهم ليست هذه تلبية أسلافكم قالوا وما كانت تلبيتهم قال كانوا يقولون لبّيك اللهمّ لبّيك لا شريك لك الّا شريكاً هو لك فتفرّق القريش من هذا القول فقال لهم إبليس على رِسْلكم حتّى أتى على آخر كلامه فقالوا ما هو فقال الّا شريك هو لك تملكه وما يملك ألا ترون أنّه يملك الشريك وما ملكه فرفضوا بذلك وكانوا يلبّون بهذا قريش خاصّة فلمّا بعث الله عزّ وجلّ رسوله أنكر ذلك عليهم وقال هذا شرك فأنزل الله عزّ وجلّ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ أي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم ان يكون لكم فيما تملكون شريك فكيف ترضون ان تجعلوا إليَّ شريكاً فيما أملك.
(٢٩) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا بالإشراك أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ جاهلين لا يكفهم شيء فانّ العالم إذا اتّبع هواه ردعه علمه فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ فمن يقدر على هدايته وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ يخلصونهم من الضلالة ويحفظونهم عن آفاتها.
(٣٠) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً
القمّيّ أي طاهراً قيل هو تمثيل للإقبال والاستقامة عليه والاهتمام به
وفي الكافي والقمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : هي الولاية.
وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام قال : أمره ان يقيم وجهه للقبلة ليس فيه