تضيّق عليهما بما قد وسع الله عليك من المأكول والملبوس ولا تحوّل بوجهك عنهما ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما فانّ تعظيمهما من الله تعالى وقل لهما بأحسن القول والطفة فانّ الله لا يضيع أجر المحسنين وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ بالتَّوحيد والإخلاص والطاعة.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يقول اتَّبِعْ سَبِيلَ محمّد صلّى الله عليه وآله ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ جميعاً فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الآيتان معترضان في تضاعيف وصيّة لقمان تأكيداً لما فيها من النهي عن الشرك كأنّه قال وقد وصّينا بمثل ما وصّي به وذكر الوالدين للمبالغة في ذلك فانّهما مع انّهما تلوا الباري في استحقاق التعظيم والطاعة لا يجوز أن يستحقّا في الإشراك فما ظنّك بغيرهما.
(١٦) يا بُنَيَ وقرئ بكسر الياء إِنَّها (١) إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أي الخصلة من الإساءة أو الإحسان تك مثلاً في الصغر كحبّة الخردل وقرئ مثقال بالرَّفع فالهاء للقصّة والكون تامّة فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ في أخفى مكان وأحرزه وأعلاه وأسفله يَأْتِ بِهَا اللهُ يحضرها ويحاسب عليها.
والقمّيّ قال من الرّزق يأتيك به الله إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ يصل علمه الى كل خفيّ خَبِيرٌ عالم بكنهه.
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام : اتّقوا المحقّرات من الذّنوب فانّ لها طالباً لا يقولنّ أحدكم أذنب واستغفر الله انّ الله يقول إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ الآية رواه في المجمع عنه عليه السلام وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : مثله.
(١٧) يا بُنَيَ وقرئ بكسر الياء وإسكانها أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ من الشدائد.
في المجمع عن عليّ عليه السلام : من المشقّة والأذى في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ قطعه قطع إيجاب والزام ومنه الحديث : انّ
__________________
(١) معناه إن فعلة الإنسان من خير أو شرّ إن كانت مقدار حبّة خردل من وزن.