القمّيّ يقول كلّ واحد منهما يجري الى منتهاه لا يقصر عنه ولا يجاوزه وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ عالم بكنهه.
(٣٠) ذلِكَ إشارة إلى الذي ذكر من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص الباري عزّ اسمه بها بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وقرئ بالياء وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ المترفّع على كلّ شيء والمتسلّط عليه.
(٣١) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ بإحسانه في تهيئة أسبابه.
القمّيّ قال السفن تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بقدرة الله لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ دلائله إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قيل أي لكلّ من حبس نفسه على النظر في آيات الله والتفكّر في آلائه والشكر لنعمائه.
والقمّيّ قال الذي يصبر على الفقر والفاقة ويشكر الله على جميع أحواله.
أقول : ولعلّه أراد به من لا يركب البحر لطلب الرزق ويعتبر لمن ركبه لذلك وقيل أريد بالصبّار الشكور المؤمن وفي الحديث : الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر رواه في المجمع.
أقولُ : راكب البحر بين خوف من الغرق ورجاء للخلاص فهو لا يزال بين بليّة ونعمة والبليّة تطلبه بالصبر والنعمة تطلبه بالشكر فهو صبّار شكور.
(٣٢) وَإِذا غَشِيَهُمْ علاهم وغطّاهم يعني في البحر مَوْجٌ كَالظُّلَلِ كما يُظلّ من جبل أو سحاب أو غيرهما دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ القمّيّ أي صالح وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ غدّار ينقض العهد الفطريّ وما كان في البحر والختر أشدّ الغدر.
والقمّيّ قال الختّار الخدّاع كَفُورٍ للنّعم.
(٣٣) يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ لا يقضي