صلى الله عليه وآله لا اذهب واتّق الله وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ثمّ حكَى الله عزّ وجلّ فقال أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها إلى قوله وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً فزوّجه الله تعالى من فوق عرشه فقال المنافقون يحرّم علينا نساء أبنائنا ويتزوّج امرأة ابنه زيد فأنزل الله عزّ وجلّ في هذا وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ إلى قوله يَهْدِي السَّبِيلَ.
أقولُ : ويأتي قصّة تزويج زينب من رسول الله صلّى الله عليه وآله بنحو آخر في هذه السورة إن شاء الله ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ لا حقيقة له كقول من يهذي وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ ما له وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ سبيل الحقّ.
(٥) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ انسبوهم إليهم هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ اعدل أريد به مطلق الزيادة لا التفضيل ومعناه البالغ في الصدق فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ لتنسبوهم إليهم فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ فهم إخوانكم في الدين ومواليكم وأولياؤكم فيه فيقولوا هذا أخي ومولاي بهذا التّأويل وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ ولا اثم عليكم فيما فعلتموه من ذلك مخطئين قبل النهي أو بعده على النسيان أو سبق اللّسان وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً يعفو عن المخطي.
(٦) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يعني أولى بهم في الأمور كلّها فإنّه لا يأمرهم ولا يرضى منهم إلّا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس فلذلك اطلق فيجب عليهم أن يكون أحبّ إليهم من أنفسهم وأمره انفذ عليهم من أمرها وشفقتهم عليه اتمّ من ضفقتهم عليها.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه لمّا أراد غزوة تبوك وامر النّاس بالخروج قال قوم نستأذن آبائنا وامّهاتنا فنزلت هذه الآية.
وعن الباقر والصادق عليهما السلام : انّهما قرءا وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وهو أبٌ لهم