آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمّداً وآل محمّد عليهم السلام أو يحمل على أنّ المراد انّ فضائل محمّد وآله احرى بالحسد والتكذيب وإيتاء محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله إيتاء لهم فلا ينافي الحديث ظاهر القرآن فَكَذَّبُوا رُسُلِي لا تكرير فيه لأنّ الأوّل مطلق والثاني مقيّد فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ أي إنكاري لهم بالتدمير فليحذر هؤلاء ومن مثله.
(٤٦) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أرشدكم وانصح لكم بخصلة واحدة (١) أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ معرضين عن المراء والتقليد مَثْنى وَفُرادى متفرّقين اثنين اثنين أو واحد واحد فانّ الازدحام يشوّش الخاطر ويخلط القول ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا في أمري وما جئت به لتعلموا حقيّته ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ فتعلموا ما به جنون يحمله على ذلك إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ أي قدّامه.
في الكافي والقمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : إِنَّما أَعِظُكُمْ بولاية عليّ عليه السلام هي الواحدة التي قال الله.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث : انّ الله جلّ ذكره أنزل عزائم الشرايع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق السماوات والأرض في ستة أيّام ولو شاء أن يخلقها في أقلّ من لمح البصر لخلق ولكنّه جعل الاناة والمدارة مثالاً لأمنائه وايجاباً للحجّة على خلقه فكان أوّل ما قيّدهم به الإقرار بالوحدانيّة والربوبيّة والشهادة بأن لا إله إلّا الله فلمّا أقرّوا بذلك تلاه بالإقرار لنبيّه بالنبوّة والشهادة له بالرسالة فلمّا انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة ثمّ الصوم ثمّ الحجّ ثمّ الجهاد ثمّ الزكاة ثمّ الصدقات وما يجري مجراها من مال الفيء فقال المنافقون هل بقي لربّك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفرضه فتذكره لتسكن أنفسنا الى انّه لم يبق غيره فأنزل الله في ذلك قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ يعني الولاية فأنزل الله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ الآية.
(٤٧) قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ على الرسالة فَهُوَ لَكُمْ
__________________
(١) وقيل بكلمة واحدة وهي كلمة التوحيد وقيل بطاعة الله.