وفي الإكمال عن الرضا عليه السلام في حديث : بنا يمسك الله السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وعنهم عليهم السلام : لو لا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها.
(٤٢) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ قيل وذلك أنّ قريشاً لمّا بلغهم انّ أهل الكتاب كذّبوا رسولهم قالوا لعن الله اليهود والنصارى لو أتانا رسول لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ويأتي في هذا المعنى حديث في سورة ص إن شاء الله فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ يعني محمّد صلّى الله عليه وآله ما زادَهُمْ أي النذير أو مجيئه إِلَّا نُفُوراً تباعداً عن الحقّ.
(٤٣) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ ولا يحيط الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وهو الماكر قيل وقد حاق بهم يوم بدر فَهَلْ يَنْظُرُونَ ينتظرون إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ سنّة الله فيهم بتعذيب مكذّبيهم فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً إذ لا يبدّلها بجعل التّعذيب غيره ولا يحوّلها بنقله إلى غيرهم.
(٤٤) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قيل استشهاد عليهم بما يشاهدونه في مسايرهم إلى الشام واليمن والعراق من آثار الماضين والقمّيّ قال أولم ينظروا في القرآن وفي أخبار الأمم الهالكة وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ ليسبقه ويفوته فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً بالأشياء كلّها قَدِيراً عليها.
(٤٥) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا من المعاصي ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها ظهر الأرض مِنْ دَابَّةٍ تدبّ عليها بشؤم معاصيهم وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً فيجازيهم على أعمالهم قد سبق ثواب راءتها في آخر سورة سبأ.