العيّاشي عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل كم كان بين بشارة إبراهيم عليه السلام بإسماعيل وبين بشارته باسحق قال كان بين البشارتين خمس سنين قال الله سبحانه فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ يعني إسماعيل وهي أوّل بشارة بشّر الله بها إبراهيم عليه السلام في الولد ولمّا ولد لإبراهيم اسحق عليهما السلام من سارة وبلغ اسحق ثلاث سنين اقبل إسماعيل الى اسحق وهو في حجر إبراهيم فنحّاه وجلس في مجلسه فبصرت به سارة فقالت يا إبراهيم نحّي ابن هاجر ابني من حجرك ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورني هاجر وابنها في بلاد أبداً فنحّهما عنّي وكان إبراهيم عليه السلام مكرماً لسارة يعزّها ويعرف حقّها وذلك لأنّها كانت من وُلد الأنبياء وبنت خالته فشقّ ذلك على إبراهيم عليه السلام واغتمّ لفراق إسماعيل فلمّا كان في اللّيل اتى إبراهيم آت من ربّه فأراه الرّؤيا في ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بموسم مكّة فأصبح إبراهيم عليه السلام حزيناً للرّؤيا التي رآها فلمّا حضر موسم ذلك العام حمل إبراهيم عليه السلام هاجر وإسماعيل في ذي الحجّة من ارض الشام فانطلق بهما الى مكّة ليذبحه في الموسم فبدأ بقواعد البيت الحرام فلمّا رفع قواعده خرج إلى منى حاجّاً وقضى نسكه بمنى ثمّ رجع إلى مكّة فطاف بالبيت اسبوعاً ثمّ انطلقا فلمّا صارا في السّعي قال إبراهيم عليه السلام لإسماعيل يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ في الموسم عامي هذا ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ فلمّا فرغا من سعيهما انطلق به إبراهيم عليه السلام الى منى وذلك يوم النّحر فلمّا انتهى الى الجمرة الوسطى وأضجعه لجنبه الأيسر وأخذ الشّفرة ليذبحه نُودي أَنْ يا إِبْراهِيمُ عليه السلام قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا الى آخره وفدى إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم فذبحه وتصدّق بلحمه على المساكين.
وعنه عليه السلام : انّه سئل عن صاحب الذبح فقال هو إسماعيل عليه السلام.
وعن الباقر عليه السلام : مثله والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : مثله.
وفي الفقيه عنه عليه السلام : انّه سئل عن الذبيح من كان فقال إسماعيل عليه السلام لأنّ الله تعالى ذكر قصّته في كتابه ثمّ قال وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ