قال وقد اختلف الرّوايات في الذبيح فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل عليه السلام ومنها ما ورد بأنّه اسحق ولا سبيل الى ردّ الاخبار متى صحّ طرقها وكان الذبيح إسماعيل لكن اسحق لمّا ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه وكان يصبر لأمر الله ويسلّم له كصبر أخيه وتسليمه فينال بذلك درجته في الثواب فعلم الله ذلك من قلبه فسمّاه الله بين ملائكته ذبيحاً لتمنيّه لذلك قال وقد ذكرت اسناد ذلك.
في كتاب النبوّة متّصلاً بالصادق عليه السلام.
أقولُ : ويؤيّد هذا انّ البشارة بإسحاق كانت مقرونة بولادة يعقوب فلا يناسب الامر بذبحه مراهقاً.
وفي الكافي عنهما عليهما السلام : يذكران انّه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيم عليه السلام تروّ من الماء فسمّيت التروية ثمّ أتى منى فأباته بها ثمّ غدا به الى عرفات فضرب خِباه بنمرة دون عرفة فبنى مسجداً بأحجار بيض وكان يعرف اثر مسجد إبراهيم عليه السلام حتّى ادخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلّي الإمام يوم عرفة فصلّى بها الظهر والعصر ثمّ عمد به الى عرفات فقال هذه عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمّى عرفات ثمّ أفاض الى المزدلفة فسمّيت المزدلفة لأنّه ازدلف إليها ثمّ قام على المشعر الحرام فأمر الله ان يذبح ابنه وقد رأى فيه شمائله وخلائقه وانس ما كان إليه فلمّا أصبح أفاض من المشعر الى منى فقال لأمّه زوري البيت أنت واحتبس الغلام فقال يا بنيّ هات الحمار والسكين حتّى اقرب القربان سئل الراوي ما أراد بالحمار والسكين قال أراد أن يذبحه ثمّ يحمله فيجهّزه ويدفنه قال فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال يا أبت أين القربان قال ربّك يعلم اين هو يا بنيّ أنت والله هو انّ الله قد أمرني بذبحك فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ قال فلمّا عزم على الذبح قال يا أبت خمّر وجهي وشدّ وثاقي قال يا بنيّ الوثاق مع الذبح والله لا اجمعهما عليك اليوم قال الباقر عليه السلام فطرح له قرطان الحمار ثمّ أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه قال فأقبل شيخ فقال ما تريد من هذا الغلام قال أريد أن أذبحه فقال سبحان الله