ولم تسقها ولم تعن بها ان يبست حين استغنيت عنها ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مائة ألف ينزل عليهم العذاب انّ أهل نينوا قد آمنوا واتّقوا فارجع إليهم فانطلق يونس الى قومه فلمّا دنى من نينوا استحيى ان يدخل فقال لراع لقيه ائت أهل نينوى فقل لهم انّ هذا يونس قد جاء قال الرّاعي أتكذّب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب قال له يونس اللهمّ انّ هذه الشّاة تشهد لك أنّي يونس ونطقت الشاة له بأنّه يونس فلمّا اتى الرّاعي قومه وأخبرهم أخذوه وهمّوا بضربه فقال إنّ لي بيّنة بما أقول قالوا فمن يشهد لك قال هذه الشّاة تشهد فشهدت بأنّه صادق وانّ يونس قد ردّه الله إليكم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاءوا به وآمنوا وحسن إيمانهم فمتّعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب.
(١٤٩) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ القمّيّ قال قالت قريش انّ الملائكة هم بنات الله فردّ الله عليهم.
(١٥٠) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ إذ لا يمكن معرفة مثل ذلك الا بالمشاهدة.
(١٥١) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ
(١٥٢) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما يتديّنون به.
(١٥٣) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ استفهام إنكار واستبعاد وقرئ بكسر الهمزة بحذف الهمزة لدلالة أم بعدها عليها أو بإضمار القول اي لكاذبون في قولهم اصطفى.
(١٥٤) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ بما لا يرتضيه عقل.
(١٥٥) أَفَلا تَذَكَّرُونَ انّه منزّه عن ذلك.
(١٥٦) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ حجّة واضحة نزلت عليكم من السماء بأنّ الملائكة بناته.
(١٥٧) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ الذي أنزل عليكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في دعواكم.
(١٥٨) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً.
القمّيّ يعني انّهم قالوا الجنّ بنات الله وقيل يعني الملائكة سمّوا بها لاستتارهم